السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة عمري 17 سنة، مشكلتي هي إحساسي بقلة الثقة بالنفس!
أولا: أنا أعاني من هذا الموضوع " في محيط المدرسة فقط "، في بعض الأوقات أقلق من أن أخرج وأتحدث أمام الطالبات...
لكن خارج إطار الفصل كنت اجتماعية محبوبة من الجميع، أكون صداقات كثيرة وبسرعة.
لست انطوائية في المدرسة إطلاقا؛ على العكس في المنزل غالبية وقتي في غرفتي لكني أثق بنفسي، وأذهب إلى اجتماعات لناس لا أعرفهم وأتأقلم معهم ولا أتلعثم ولا أخجل إطلاقا...
أشعر أني خجولة لكن مع صديقاتي أبدا! فأنا أقودهم ولي كلمتي ويسمعون لي ويحبونني كذلك.
وأستاذاتي يحبونني ويثنون علي أمام الطالبات.. ولدي جرأة كافية فأنا دائما ما أواجه مديرة المدرسة وأخاطبها وحدي كون البقية يخشونها.
لكن بذات الوقت هناك أشياء تشعرني أني قلقة وأخاف كثيرا... قبل أن أنام أفكر بأشياء سلبية وباللحظات التي أخجل بها.
قرأت كثيرًا أن أفضل الحلول هي المواجهة.. فعلا اتخذت هذه الخطوة لأني تعبت، بدأت أخرج أمام الطالبات وأتحدث ولكن مصحوبا أحيانا بخجل...
و الآن أصبحت أخجل من أناس معينين، مثلا أستاذتين فعلا أخجل منهم، ولا أعلم لماذا! حدثوني .. أشعر برجفة في يدي وأتلعثم ولا أستطيع التحدث بشكل جيد!
وأحيانا أشعر بحركة في عضلات الخدين، كرهت أن ألقاهم وكرهت الأوقات التي أقابلها بهم؛ فهم يحبونني جدا! ودائما يتحدثون معي داخل وخارج الفصل بشكل خاص، الآن أتمنى أن أتخلص من هذا الخجل أمامهم ولكن كيف؟! وهل أنا أعاني قلة الثقة بالنفس؟ أم أن ما يحدث معي طبيعي؟
في نهاية الأمر أصبت بوسواس العين، لأنني حلمت وفسر الحلم، وكان أن عينا أصابتني، كان هذا الموضوع في المرحلة المتوسطة؛ فأصبحت الآن أعتقد أنه بسبب هذه العين.
وجزيتم خيرًا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
يظهر لي أن لديك مؤهلات وطاقات نفسية جيدة جدا، وهي التي أدت إلى نجاحك وإلى مثابرتك وتفاعلاتك الإيجابية، لكن القلق في بعض الأحيان قد ينقلب إلى طاقة معاكسة؛ أي يجعل الإنسان يخاف في مواقف معينة ولا يحس بالطمأنينة، والقلق قد تنتج عنه أيضا بعض الوساوس.
أعتقد أن اعتقادك وتفكيرك حول العين هو نوع من الوسواس وليس أكثر من ذلك، أتفق معك تماما أن علاج القلق والخوف من المواجهات هو عن طريق المواجهة وتجاهل الخوف، ولا أريدك أبدا أن توسوسي حول الثقة بالنفس.
ما هي الثقة بالنفس؟ الثقة بالنفس هي أن يحكم الإنسان على نفسه بما يقوم به، ويكون متجردا وصادقا لا يظلم نفسه، ولا يعطيها أكثر مما تستحق، أما الذين يحكمون على أنفسهم من خلال قلقهم وخوفهم وهذه المشاعر السلبية لا بد أنهم يحسون أنهم ضعفاء، وأنهم قليلو الفعالية.
لا فأنت إنسانة فعالة وجيدة ومتواصلة مع صديقاتك وزملائك ومع معلميك، أداؤك الأكاديمي الواضح أنه جيد، فثقتك بنفسك يجب أن تكون صحيحة وجيدة، فقط افصلي بين المشاعر وبين الأفعال، وكوني منجزة، وأديري وقتك بصورة صحيحة، وهذا يحسن تماما من ثقتك في نفسك.
لا بد أيضا من أن تضعي أهدافا في الحياة، وتضعي الآليات التي توصلك إلى هذه الأهداف، ولا شك أن من أهم أهدافك الآن هو أن تكوني متفوقة على النطاق الأكاديمي، أن تكوني بارة بوالديك، أن تسعي لعمل الطاعات، أن تحافظي على صلاتك، أن تكوني إنسانة متواصلة وناصحة لمن حولك، لك مشاركات أكيدة في المنزل، لا تنعزلي أبدا على العكس تماما التفاعل الإيجابي مع الأسرة هو من أفضل المهارات الاجتماعية التي يجب أن يطورها الإنسان.
أنا حقيقة لست منزعجا أبدا لحالتك أعتقد أنها مجرد حالة قلقية وسواسية بسيطة عارضة، أرجو منك تطبيق تمارين الاسترخاء (2136015)، لأن الاسترخاء هو أحد مضادات القلق والوساوس الرئيسية، احرصي على هذه التمارين وطبقيها بصورة صحيحة وسوف تفيدك إن شاء الله كثيرا.
قومي أيضا بأي تمارين رياضية داخل المنزل تناسب الفتاة المسلمة، إدارة الوقت حين تكون صحيحة وجيدة ومليئة بالأنشطة المختلفة تعطي الإنسان الثقة في نفسه، فكوني حريصة على ذلك، موضوع العين والسحر وخلافه نحن نؤمن بها تماما.
لكن أيتها الفاضلة الكريمة يجب أن تؤمني أيضا أن الله خير حافظا، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، وعليك أن تحصني نفسك من خلال أذكار الصباح والمساء، والصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، ولن يصيبك إن شاء الله تعالى أي مكروه.
لا توسوسي حول الحلم وتفسيره، الرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان، هذه مجرد هواجس وحديث نفس، يجب أن تغلقي الطريق أمامه، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
وللفائدة راجعي وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).
والله الموفق.
الكاتب: د. محمد عبد العليم
المصدر: موقع الشبكة الإسلامية